DAG مقابل البلوكشين: لماذا يقول البعض إنها طريق آخر لمستقبل التشفير؟

هل فكرت يومًا في سبب تقسيم البيتكوين والإيثيريوم للكتل، وللعمل على التعدين والانتظار لتأكيد المعاملات؟ هناك شخص يدرس شيئًا مختلفًا تمامًا يُسمى DAG (مخطط الاتجاه غير الدوري)، ويدعي أنه قادر على حل مشكلات البلوكشين القديمة.

عنق الزرة في البلوكشين: الانتظار والألم

تخيل أنك تريد إرسال طرد سريع. البلوكشين التقليدي يشبه ساعي البريد الذي يخرج كل 30 ثانية (إيثيريوم بمعدل 12 ثانية)، ويستطيع أن يحمل عدد محدود من الطرود. حتى لو كنت مستعجلًا، عليك الانتظار حتى يأتي دوره. مع مرور الوقت، تتراكم آلاف الطرود في الانتظار. هذا هو السبب وراء ارتفاع رسوم الغاز وتأخير تأكيد المعاملات.

ما هو DAG؟ فكرة مختلفة

الجوهر في DAG هو: عدم تجميع المعاملات في كتل، كل معاملة مستقلة وتُشير إلى أخرى، وتكوّن شبكة.

بعبارات بسيطة:

• البلوكشين = وضع 100 معاملة في طرد واحد وإرساله واحدًا تلو الآخر
• DAG = 100 معاملة مستقلة، لكن كل واحدة تتحقق من رصيد المعاملات السابقة

كيف نتحقق من صحتها بدون أخطاء؟ الآلية الأساسية

في DAG، هناك آلية ذكية تسمى الوزن التراكمي. ببساطة:

1. تقوم Alice بإرسال معاملة، وتُشير إلى معاملات سابقة
2. يختار النظام تلك المعاملات التي تم الإشارة إليها أكثر (الفرع ذو الوزن الأعلى) ليواصل البناء
3. الجميع يميل إلى اتباع الطريق ذو الوزن الأعلى، والفرع الضعيف يُهمَل
4. في النهاية، يتجمع الشبكة حول مسار رئيسي واحد

ولمنع مشكلة الإنفاق المزدوج: عند تأكيد معاملة قديمة، يتم التحقق من سلسلة المعاملات للتاكد من أن المرسل لديه الرصيد الكافي. وإذا حاولت التلاعب على سلسلة غير موثوقة، لن يتم الإشارة إليها، وتُعزل.

مقارنة البيانات: ماذا يمكن لـ DAG أن يفعل ولا يستطيع البلوكشين؟

لماذا لم يُقضِ DAG على البلوكشين حتى الآن؟

التحديات الحقيقية لـ DAG

1. التنازلات المركزية
مشاريع مثل IOTA تعتمد على منسق مركزي (مُنسق)، ويُقال إنه مؤقت، لكنه ظل لسنوات. هذا يفضح ادعاءات “اللامركزية”.

2. لم يُختبر على نطاق واسع
حتى الآن، لم يُختبر DAG تحت ضغط هجمات حقيقية تتجاوز المليارات من المعاملات. ماذا لو أن هناك عقد خبيثة تخلق انقسامات واسعة؟ هل ستتجمع الخوارزمية بشكل صحيح؟ هذه أسئلة لم تُجب بعد.

3. آليات الحوافز غير واضحة
البلوكشين يعتمد على مكافآت التعدين للحفاظ على أمان الشبكة. أما DAG، فليس لديها معدّنون، فلماذا يشارك الأفراد في صيانة الشبكة؟ وما هو الحافز المستدام؟

4. عدم الحسم النهائي
حتى مع DAG، لا تزال المعاملات بحاجة لانتظار تراكم وزن كافٍ لتكون موثوقة. نفس منطق 6 تأكيدات في البلوكشين.

التطبيقات: تظهر بشكل لامع في مجالات معينة

ميزات DAG من سرعة وغياب الرسوم تناسب:

• مدفوعات إنترنت الأشياء: أجهزة الاستشعار والأجهزة الصغيرة التي تتبادل مبالغ صغيرة (مثل سنت واحد لكل انتقال)
• التسوية الفورية: الأعمال التي لا يمكنها الانتظار لكتلة
• ربط الأجهزة منخفضة القدرة: لا تحتاج إلى أجهزة قوية للتحقق

لكن، للمواقف التي تتطلب أمانًا مطلقًا ولامركزية عالية (مثل إدارة أصول بمليارات الدولارات)، DAG ليس الخيار الأول بعد.

الخلاصة: طريقان مختلفان

DAG والبلوكشين ليسا متضادين بالضرورة. البلوكشين يعتمد على آليات إجماع وعملية إثبات العمل، ويضحي بالسرعة مقابل الأمان؛ بينما DAG يحاول التوازن بين الاثنين باستخدام نماذج احتمالية ووزن.

في المستقبل، قد يبرز DAG في مجالات مثل إنترنت الأشياء والمدفوعات التي تتطلب سرعة وبتكلفة منخفضة. لكن ليصبح “مستقبل التشفير”، عليه أن يتجاوز ثلاث مراحل:

1. ✓ إزالة المنسق تمامًا (اللامركزية المطلقة)
2. ✓ إثبات أمان عند مليارات المعاملات
3. ✓ حل مشكلة الحوافز طويلة الأمد

والآن، ننتظر من سينجح في تخطي هذه العقبات.