في هذه الجولة من الانهيار السوقي، السبب الرئيسي واضح جدًا — توقف الحكومة الأمريكية عن العمل.

إغلاق البيت الأبيض أدى مباشرة إلى توقف عمل حسابات الخزانة العامة (TGA)، التي كانت تستخدم لتعزيز السيولة في السوق، مما قطع أحد أهم قنوات الدعم. الأسواق المالية التقليدية كانت أول المتضررين، ومع تراجع السيولة، بدأت أسعار الأصول في الانخفاض بشكل طبيعي.

عندما تنقص السيولة، يصبح السوق هشًا جدًا. إلا إذا تدخلت مؤسسات على مستوى البنوك المركزية، فمن الصعب أن يتحمل السوق ذلك بمفرده. في مثل هذه البيئة، يكون رد فعل المؤسسات الأول هو تنفيذ عمليات التحوط — حماية أنفسهم أولاً، بغض النظر عن إمكانية تحقيق أرباح.

السوق المشفرة أكثر حساسية للمخاطر. عندما ينخفض السوق المالي التقليدي، تتفاعل الأصول المشفرة بسرعة أكبر، لأن السيولة فيها أصلاً أقل، وتأثير السحب يكون أشد. ومن خلال البيانات على السلسلة، نلاحظ أن ما يُعرف بـ"المال الذكي" بدأ منذ أيام في وضع استراتيجيات دفاعية، وارتفعت مؤشرات سوق الخيارات وتغيرت اتجاهاتها.

الآن، هناك علامتان رئيسيتان للمراقبة.

الأولى هي الجانب السياسي: متى ستنتهي أزمة توقف الحكومة؟ بمجرد أن يعلن البيت الأبيض استئناف العمل، ستتغير توقعات السيولة فورًا، وهو نقطة زمنية واضحة.

الثانية هي التحركات على السلسلة: التركيز على مراقبة عملة WLFI وTRUMP لأي تقلبات غير طبيعية، وأيضًا مراقبة العناوين التي وُسمت بـ"الحيتان الداخلية" وما إذا كانت تقوم بعمليات شراء كبيرة. غالبًا ما تكون هذه الإشارات أسبق من الأخبار الإعلامية.

باختصار، نقطة التحول في السوق لن تُعلمك مسبقًا. لكن، بمجرد صدور خبر استئناف عمل البيت الأبيض، فإن سرعة استجابتك ستحدد بشكل كبير قدرتك على الاستفادة من موجة الانتعاش القادمة.