تحليل سعر الذهب اليوم 7 نوفمبر 2025 | توقعات الأونصة وفرص التداول

الذهب يختبر منطقة 4,000 دولار وسط بيئة اقتصادية متقلبة

بدأ تداول الذهب جلسة الجمعة بارتفاع ملموس، حيث لامس سعر الأونصة حاجز 3,996.72 دولار، مدعومًا بتراجع حاد للدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات لأجل عشر سنوات. هذا التحرك يعكس تحولًا واضحًا في رؤية المتعاملين تجاه آفاق السياسة النقدية الأمريكية، بخاصة بعد بيانات العمل الضعيفة التي أطلقت موجة من التوقعات برفع احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر إلى 69%.

أغلقت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر عند 4,004.40 دولار بارتفاع 0.3%، بينما حافظت العقود الفورية على مستوياتها فوق 4,000 دولار. النطاق التداولي الحالي (3,975-4,046 دولار) يشير إلى مرحلة توازن بين البائعين والمشترين، مع انتظار واضح لمحفزات اقتصادية جديدة.

ضعف سوق العمل يعيد تشكيل توقعات الفائدة

ظهرت مؤشرات متعددة تؤكد تراجع سوق العمل الأمريكي بسرعة أكبر من التوقعات. شهد شهر أكتوبر خسائر وظيفية خاصة في القطاعين الحكومي والبيع بالتجزئة، مع تجاوز خطط التسريح 150 ألف وظيفة—أعلى زيادة منذ أكثر من عشرين سنة. أظهرت تقديرات الاحتياطي الفيدرالي بشيكاغو ارتفاع معدل البطالة إلى 4.36% في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الذي امتد 37 يومًا.

دفع هذا المزيج السوق لمراجعة توقعاته بشأن خفض الفائدة ديسمبر القادم، حيث ارتفعت النسبة من 60% إلى 69%. أي بيانات عمل ضعيفة إضافية ستزيد الضغط على البنك المركزي للعودة إلى مسار التيسير النقدي، وهو ما يدعم جاذبية الذهب كأصل غير مدرّ للعائد في بيئة أسعار فائدة منخفضة.

الدولار ينسحب والذهب يستعيد بريقه

تراجع مؤشر الدولار بنحو 0.5% بعد بلوغه ذروة مدتها أربعة أشهر، وهو التراجع الذي سمح للمستثمرين الأجانب بإعادة شراء الذهب بعد فترة من الكلفة المرتفعة. ارتفاع الذهب بنسبة 0.5% في التداولات المبكرة يعكس هذا التحول في ديناميكيات السوق.

تراجع العملة الخضراء ترافق مع انخفاض عوائد السندات، مما يشير إلى إعادة تقييم للقوة الاقتصادية الأمريكية. إذا استمرت هذه الاتجاهات، قد تشكل أساسًا لموجة صعود جديدة للذهب خلال الأسابيع المقبلة.

الجيوسياسة تعزز الطلب على الملاذات الآمنة

تبقى التوترات الإقليمية عاملًا محوريًا في تشكيل مشاعر السوق. رغم عدم وصول التطورات إلى مستوى صدمات اقتصادية مباشرة، إلا أنها كافية لإعادة تدفق السيولة نحو الأصول الدفاعية مثل الذهب. يخشى المستثمرون من احتمالية تأثر سلاسل الإمداد والطاقة، وهو ما قد يعيد التضخم للارتفاع.

تعكس ردة فعل المحافظ الاستثمارية الكبرى هذا القلق، حيث تزيد من مخصصات الأصول الدفاعية بوصفها إجراءً وقائيًا. هذا الاتجاه يدعم استمرار الطلب على الذهب كأداة لحفظ القيمة.

التحليل الفني: خطوط الدعم والمقاومة

مستويات الدعم الأساسية:

• 3,985 دولارًا (دعم قريب المدى)
• 3,935 دولارًا (دعم متوسط)
• 3,886 دولارًا (دعم بعيد)

مستويات المقاومة الرئيسية:

• 4,046 دولارًا (مقاومة فورية)
• 4,100 دولارًا (هدف قصير)
• 4,150 دولارًا (هدف متوسط)

يحافظ الذهب على تداولاته أعلى من مستوى الدعم المهم 3,928 دولار، وهو المستوى الذي أوقف موجات الهبوط عدة مرات. يتطلب الاختراق الصاعد الثابت تجاوز مستوى 4,046 دولار بتأكيد.

مؤشرات الزخم والسيولة

يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 53، مما يدل على تعافٍ معتدل في الزخم دون الوصول لمناطق الإفراط الشرائي. حجم التداول بقي متوسطًا، معكسًا غياب قرار واضح من كبار المتعاملين ورغبتهم في انتظار محفزات أقوى قبل بناء مراكز كبيرة.

هذا الوضع يشير إلى احتمالية استمرار التحركات العرضية داخل النطاق الحالي ما لم تظهر قوة دفع اقتصادية جديدة.

توقعات الأسعار قصيرة المدى

تبدو الصورة الفنية للذهب إيجابية بحذر. يتوقع استمرار الاتجاه الصاعد طالما ظلت الأسعار فوق 3,985 دولار. الثبات فوق 4,046 دولار يفتح الطريق نحو 4,100 دولار ثم 4,150 دولار.

في المقابل، كسر 3,985 دولار قد يعيد السعر سريعًا نحو 3,935 دولار. هذا المستوى سيحدد ما إذا كان الهبوط الأخير مجرد تصحيح صحي قبل استئناف الصعود أم بداية لموجة أعمق باتجاه 3,886 دولار.

المعادن النفيسة الأخرى: انقسام في الأداء

لا توجد موجة شرائية جماعية على قطاع المعادن النفيسة. يتركز الارتفاع في الذهب فقط، مما يؤكد أن الحركة مدفوعة بعوامل تحوطية ماكرو وليس بزخم صناعي أوسع. الفضة تواجه صعوبة في اختراق مستوى 49 دولار، بينما البلاتين يحتاج للدفاع عن دعم 1,500 دولار.

التشتت بين المعادن يعزز موقع الذهب كملاذ الاختيار الأول في المرحلة الحالية.

ملاحظة مهمة: حساب زكاة الذهب

للمستثمرين الذين يحتفظون بالذهب كاستثمار طويل الأجل، من المهم الانتباه لالتزاماتهم الشرعية. حساب زكاة الذهب يتطلب معرفة الكمية المملوكة والقيمة السوقية الحالية. بناءً على السعر الحالي حول 4,000 دولار للأونصة، يمكن حساب الزكاة المستحقة على المخزون بدقة. استشارة مختص في الشؤون المالية الشرعية تضمن الامتثال الكامل.

الخلاصة

يتحرك الذهب في مرحلة حساسة من التوازن، حيث تدعمه عوامل ماكرو إيجابية (ضعف العمل والدولار وتوقعات الفائدة) لكن السعر يحتاج لتأكيد فني قوي. المشهد الاقتصادي الأمريكي المتقلب والتطورات الجيوسياسية يعيان الذهب جاذبيته المستمرة كأداة للحماية والتحوط. بانتظار بيانات اقتصادية حاسمة في الأسابيع القادمة، يبقى الترقب والحذر الخيار الأفضل للمتداولين والمستثمرين.